مخاوف السلالة الجديدة تهوي بالبورصات الأوروبية والنفط وسط قلق المستثمرين

المؤلف: الاقتصادية08.14.2025
مخاوف السلالة الجديدة تهوي بالبورصات الأوروبية والنفط وسط قلق المستثمرين

في صباح هذا اليوم، عانت البورصات الأوروبية من تراجعات ملحوظة، وذلك نتيجة للقلق المتزايد بشأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد، التي تتسم بسرعة انتشارها، والتي ظهرت بشكل خاص في إنجلترا.

في حوالي الساعة 10:55 صباحًا بتوقيت غرينتش، شهدت بورصة باريس انخفاضًا بنسبة 2.80%، في حين تراجعت بورصة فرانكفورت بنسبة 2.31%، وسجلت بورصة ميلانو انخفاضًا بنسبة 2.11%.

بالإضافة إلى ذلك، انخفضت بورصة لندن بنسبة 1.81%، وقد تزامن هذا الانخفاض مع هبوط قيمة الجنيه الإسترليني بحوالي 2% مقابل الدولار الأمريكي، وهي العملة التي تستخدمها الشركات الكبرى متعددة الجنسيات، والتي لها تمثيل كبير في هذا المؤشر.

كما تكبدت أسعار النفط خسائر كبيرة، حيث انخفضت أسعار النفط الخام بنسبة 5.92% لخام برنت الأوروبي لتصل إلى 49.27 دولارًا للبرميل، وتراجعت بنسبة 5.68% لخام غرب تكساس الوسيط المدرج في بورصة نيويورك لتصل إلى 46.31 دولارًا للبرميل.

وأشار بيار فييريه، المحلل في مجموعة "أكتيفترايدز"، إلى أن هذه المؤشرات "تتأثر سلبًا بالمخاوف المتجددة بشأن الفيروس، وذلك بعد ظهور سلالة جديدة" من كوفيد-19 النشطة في المملكة المتحدة، وذلك بحسب ما نقلته وكالة "الفرنسية".

وأوضح ألكسندر باراديز، المحلل في مجموعة "آي جي" فرع فرنسا، أن "من الواضح أن سبب هذا التراجع يعزى إلى السلالة الجديدة من الفيروس التي تم اكتشافها حديثًا. والسوق تتكيف بشكل مباشر" مع هذه التطورات.

لقد أثار اكتشاف سلالة متحورة من فيروس كورونا قلق المستثمرين وزعزع ثقتهم.

وتتميز هذه السلالة الجديدة من الوباء، الذي تفشى في جميع أنحاء العالم، بأنها "أكثر عدوى بنسبة تصل إلى 70%".

واعترفت حكومة المملكة المتحدة بأن وتيرة انتشار هذه السلالة "خرجت عن السيطرة" في مناطق واسعة من المملكة المتحدة.

ونتيجة لذلك، أعيد إغلاق لندن وجنوب شرق إنجلترا، وهو قرار طال حوالي 16 مليون شخص، اعتبارًا من يوم الأحد. وقررت العديد من الدول، بما في ذلك فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وألمانيا وكندا، تعليق جميع الرحلات الجوية القادمة من الأراضي البريطانية لعدة أيام.

وأشار باراديز إلى أن "هذا الأمر يثير تساؤلات حول اللقاحات التي لم تكن موجودة قبل أسبوعين. وهناك مخاوف من أن الفيروس سيستمر لفترة أطول، وأن العلاجات يجب أن تعدل".

إلا أن خبراء الاتحاد الأوروبي توصلوا إلى استنتاج مفاده أن اللقاحات الحالية فعالة ضد هذه السلالة الجديدة، وذلك وفقًا لما أعلنته الحكومة الألمانية مساء الأحد.

ختامًا، ربما تفاقم هذا الهبوط لأسباب فنية. وأوضح المحلل أن "المؤشرات كانت تتحرك ببطء شديد منذ فترة طويلة. وربما كان هذا هو السبب في حدوث هذا التحرك دفعة واحدة".

-اللجوء إلى الأصول الآمنة- لقد دفع مناخ عدم الثقة المستثمرين إلى البحث عن الأصول التي تعتبر أكثر أمانًا.

وهذا ما انعكس في انخفاض معدلات الفائدة على الديون السيادية للدول الأوروبية. فقد انخفض البوند لمدة 10 سنوات بثلاث نقاط أساسية، وكذلك سندات الخزينة الفرنسية خلال الفترة نفسها، وكانت تتداول بالقرب من أدنى مستوياتها السنوية.

وبالمثل، ارتفع الدولار كعملة آمنة بنسبة 0.45% ليصل إلى 1.2203 دولار لكل يورو، بينما ارتفعت أونصة الذهب بنسبة 0.82% لتصل إلى 1.896.82 دولار.

أما بالنسبة إلى الأسواق الأمريكية، فقد تراجعت العقود الآجلة، والتي تعتبر مؤشرًا على التحركات المتوقعة عند الافتتاح، ولكن بوتيرة أبطأ بكثير. فقد تراجع المؤشر الرئيسي داو جونز بنسبة 0.42%.

وقال باراديز: "ربما حفز ذلك الاتفاق على خطة الدعم المعلنة يوم الأحد. وسيكون من المستغرب أن تكون بعيدة عن الحركة حتى نهاية العام".

من ناحية القيمة، يؤدي "الخوف" من السلالة الجديدة إلى "تحول" في اتجاه الاستثمارات، كما ذكر نيل ويلسون، المحلل في موقع "ماركتس.كوم" المتخصص، مع العودة إلى الأصول الآمنة مثل التكنولوجيا أو الصحة.

-انخفاض حاد في قطاعات النقل والمصارف والترفيه- في ألمانيا، تأثر قطاع السيارات بشكل خاص: فقد انخفض سهم دايملر بنسبة 3.84% ليصل إلى 56.42 يورو، وسهم فولكسفاغن بنسبة 3.74% ليصل إلى 147.64 يورو، وسهم بي إم دبليو بنسبة 3.18% ليصل إلى 71.83 يورو.

وفي فرنسا، انخفض سعر سهم "يونيبيل" بنسبة 8.17% ليصل إلى 57.74 يورو.

وتراجعت أسهم المصارف مثل "ناتيكسيس" (-5.81% إلى 2.48 يورو) و"سوسييتيه جينيرال" (-5.25% إلى 16.15 يورو) بشكل ملحوظ.

كما تعرض قطاع الطيران لخسائر فادحة بسبب قيود السفر الجديدة: فقد انخفض سعر سهم "إيزي جيت" بنسبة 9% ليصل إلى 742.20 بنسًا، وسهم "آي إيه جي" الشركة الأم للخطوط الجوية البريطانية بنسبة 8.92% ليصل إلى 142.40 بنسًا.

وصمدت قطاعات أخرى مثل الصحة والتكنولوجيا بشكل أفضل. فقد انخفض سعر سهم مجموعة سانوفي بنسبة 0.98% فقط ليصل إلى 78.31 يورو في باريس، بينما انخفض سعر سهم شركة "وورلد لاين" للتكنولوجيا بنسبة 0.58% ليصل إلى 75.28 يورو.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة